
طوفان سيغرق مصر والسودان ويمسحها من الخريطة.. تحذيرات من انهيار سد النهضة بعد زلزال إريتريا
الملاعب
الملاعب
أثار الزلزال الذي ضرب إريتريا قبل يومين مخاوف كبيرة من انهيار سد النهضة في إثيوبيا ما سيتسبب في كارثة أكبر من كارثة درنة شرقي ليبيا.
وأعلن المركز الأرومتوسطي لرصد الزلازل عن وقوع زلزال بقوة 5 ريختر في إريتريا في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء، على عمق 12 كم، وذلك بالقرب من أثيوبيا، مشيرًا إلى أن مركز الزلزال وقع على بعد 59 كم شرق العاصمة الأريترية أسمرة، والتي تضم حوالي 563 ألف نسمة.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية والري بجامعة القاهرة، إن سد النهضة ممتلئ بحوالي 41 مليار متر مكعب، وهذه الكمية ضخمة جدًا، وإذا حدث أي تشقق أو انهيار للسد بسبب الهزات الأرضية والزلازل، فهذا يعني كارثة كبيرة جدًا على السودان تصل إلى حد الطوفان، مشيرًا إلى أن ما حدث في ليبيا من كارثة بسبب السدود التي انهارت بسبب إعصار دانيال، كانت سدود صغيرة ممتلئة بملايين المترات المكعبة من المياه، وبالتالي فإن سد النهضة الممتلئ بـ 41 مليار متر مكعب سيكون آثاره مدمرة إلى حد كبير ويهدد بأضعاف الكارثة الليبية.
أشار الدكتور محمد شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إلى أن انهيار سد النهضة في إثيوبيا قد يتسبب في كارثة طبيعية هائلة تؤثر على السودان ومصر. وقال شراقي إنه في حال حدوث هذا الانهيار، ستكون الكارثة أكبر بكثير من السدود الليبية التي انهارت في الماضي. وأضاف أن حوالي 20 مليون سوداني يعيشون على ضفاف النيل الأزرق، وهم مهددون بشكل كبير في حال وقوع هذه الكارثة. كما أنهيار السد سيؤدي أيضًا إلى انهيار المنشآت السودانية والسدود الخاصة بها على النيل، مما سيزيد من حجم الكارثة الإنسانية المحتملة. وتساءل شراقي عن تأثير وصول السد إلى سعته المستهدفة، التي تبلغ 74 مليار متر مكعب، على الوضع الحالي.
وأوضح شراقي أن ما حدث في ليبيا هو كارثة طبيعية غير معتادة، وهو أمر غير مألوف في البحر المتوسط. وأشار إلى أن الكوارث الطبيعية يمكن أن تحدث في أماكن غير متوقعة، ولذلك من الممكن حدوث زلازل أو أعاصير قرب سد النهضة، مما يشكل تهديدًا كبيرًا. وأشار إلى أن هضبة الحبشة التي يقع عليها السد هي منطقة نشطة بالزلازل والهزات الأرضية.
وأشار شراقي إلى حوادث انهيار السدود والمشروعات المائية التي وقعت في إثيوبيا في الماضي. وذكر مشروع جيبا 2 على نهر أومو في إثيوبيا، الذي انهار بعد 10 أيام من افتتاحه في يناير 2010. وأشار أيضًا إلى سد تاكيزي على نهر عطبرة، الذي انهار جزء منه عام 2007 أثناء العمل، ثم انهار مرة أخرى عام 2009 قبل أيام من الافتتاح وأسفر عن وفاة حوالي 50 شخصًا. ولاحظ أن الشركة التي نفذت هذه المشروعات هي نفس الشركة التي تعمل على بناء سد النهضة حاليًا.
أكد الخبير الهندسي محمد شراقي أن الصخور التي تشكل سد النهضة في إثيوبيا هي صخور نارية ومتحولة وشديدة التشقق والتحلل. كما أشار إلى أن الزيادة الكبيرة في سعة السد من دون دراسات دقيقة قد تسبب مشاكل بيئية واقتصادية. وأضاف أن السد يقع على بعد 500 كيلومتر فقط من أكبر فالق على سطح الأرض، وهو الأخدود الأفريقي العظيم. وأشار إلى أن إثيوبيا تعاني من انجراف التربة والأطماء بشدة، حيث تسقط المياه بغزارة في فصل الصيف وتتسبب فيضانات شديدة. وتعاني إثيوبيا أيضًا من انزلاقات التربة وتساقط الصخور بسبب التشققات والأمطار الغزيرة وقوة اندفاع المياه والفيضانات الطميية. وأشار إلى أن إثيوبيا تعد من أكثر الدول الأفريقية نشاطًا للزلازل، حيث شهدت العديد من الزلازل في السنوات الأخيرة. وأكد أن هناك العديد من السدود التي انهارت في إثيوبيا، مما يعكس نسبة فشل عالية في مشاريع السدود في البلاد.
وتعتبر مدينة درنة في ليبيا من أكثر المدن تضررًا من الإعصار دانيال، وذلك بسبب انهيار سد درنة والسد الكبير في وادي درنة. وقد تسبب هذا الانهيار في وفاة الآلاف من الأشخاص وفقدان الآلاف الآخرين.