
قبل 30 عاماً.. طفل بريطاني تجرأ وركل ساق صدام حسين.. لن تصدّق ردة فعل الرئيس الراحل!!
الملاعب
الملاعب
نشرت صحيفة "ميرور" مقتطفات من كتاب "عملية حصان طروادة" للصحافي الاستقصائي ستيفن ديفيس، والذي يعرض شهادات لرهائن بريطانيين الذين تم احتجازهم على يد قوات عراقية، بما في ذلك طفل شجاع جرأ على ركل صدام حسين.
بعد الغزو العراقي للكويت، قام صدام حسين بتصوير فيديو دعائي مع مجموعة من الرهائن الذين استخدمهم كحماية بشرية، وكأنهم يعيشون في فنادق فاخرة ويستمتعون بالكوكتيلات بجانب المسبح. وكان من بين هؤلاء الرهائن الطفل ستيوارت لوكوود، الذي كان في الخامسة من عمره آنذاك، والذي دعاه الرئيس العراقي للجلوس بجانبه وربت على رأسه.
اقرأ ايضاً ->
الفلكي خالد الزعاق يحدد موعد بداية فصل الشتاء 2023 ويكشف الأشهر التي يشتد فيها البرد.. استعدوا من الآن للبرد القارصويذكر لوكوود أن "صدام حسين بدأ يطرح عليّ أسئلة غبية من خلال المترجم، مثل: هل تناولت الحليب مع إفطارك؟ وحاول أيضًا أن يجلسني في حجرته".
في رواية أخرى، ذكر ستيفن أن طفلًا صغيرًا من الرهائن قام بركل صدام حسين، فطلب الرئيس العراقي معرفة هوية والديه، ولكن لم يتجرأ أحد على الإجابة.
وذكرت الصحيفة أن أكثر من نصف الرهائن تعرضوا لمشاكل نفسية ومصاعب في حياتهم المهنية بعد الإفراج عنهم، بالإضافة إلى الاكتئاب والضغط النفسي. وقد انتحر بعضهم فيما بعد، بينما حاول آخرون القيام بذلك.
طالب مواطنون بريطانيون بإجراء تحقيق بشأن رحلة الخطوط الجوية البريطانية "149" التي هبطت في الكويت إبان الغزو العراقي عام 1990، داعين إلى رفع السرية عن ملف حكومي سري يضم "شهادات مروعة" عن الاحتجاز.
وكشف ديفيس أن الرحلة 149، كان من المقرر أن تهبط لفترة وجيزة في الكويت للتزوّد بالوقود في طريقها إلى كوالالمبور في 2 أغسطس/ آب 1990. واتخذ القرار بالهبوط رغم بدء الغزو، ليتم احتجازهم مع رهائن آخرين.
ويزعم ديفيس، الذي جمع الأدلة حول الرحلة لمدة ثلاثة عقود، أن الحقيقة تمّ التستّر عليها منذ فترة طويلة، وأن الطائرة هبطت لإيصال تسعة من أفراد المخابرات العسكرية السريين إلى الأراضي الكويتية.
وقال: إن الركاب الآخرين كانوا بمثابة "خسائر جانبية"، مضيفًا: لقد حُرم الركاب على متن الرحلة 149 من معرفة سبب هبوطهم هناك، وهي الطائرة الوحيدة التي هبطت في تلك الليلة، فيما عادت الطائرات الأخرى أدراجها.
في كتابه الجديد "عملية حصان طروادة"، ينقل ستيفن، الذي تحدث إلى أكثر من 100 رهينة، عن 17 مصدرًا لم يسمّهم أنه في الأول من أغسطس 1990، تحدّثت تقارير إخبارية عن أن القوات العراقية حشدت على الحدود مع الكويت، بينما كان الركاب ينتظرون الصعود على متن الرحلة رقم 149 المتأخرة.
وجرى طمأنة الركاب بأنه سيتمّ إعادة توجيه الطائرة إذا ظهرت مشاكل أثناء الرحلة. إلا أن ذلك لم يحدث.
في كتابه، يروي ديفيس قصة مثيرة عن تحذيرات رسمية تم تبادلها بين واشنطن ولندن قبل الغزو، والتي اطلع عليها من ملفات وكالة الاستخبارات المركزية التي رُفعت عنها السرية. وفقًا للكاتب، تم إصدار تحذير رسمي بشأن احتمالية اندلاع الحرب قبل ثماني ساعات فقط من إقلاع الطائرة.
وفيما يتعلق بالرحلة 149، أكد ديفيس أن مراقبي الملاحة الجوية الكويتيين حاولوا التواصل مع الطائرات الموجودة في المجال الجوي وطلب منها العودة، ولكن الرحلة 149 استمرت في طريقها وهبطت في الكويت بأمان.
وعندما هبطت الطائرة، قال الشهود إن تسعة رجال غادروها أولاً وقابلهم ضابط بريطاني، ولم يتم رؤيتهم منذ ذلك الحين. وفقًا لمصادر موثوقة، كان هؤلاء التسعة رجال جزءًا من هيئة سرية تعرف باسم "انكريمنت" والتي يديرها جهاز الاستخبارات البريطانية "أم آي 6". وكان الهدف من وجودهم في الكويت جمع المعلومات الاستخبارية من أرض المعركة قبل الغزو. وكان من المفترض أن تختفي الطائرة قبل وصول القوات العراقية لفترة طويلة.
وفي النهاية، يشعر رجال الاستخبارات البريطانية بالفخر بما قاموا به ويعتقدون أن المعلومات التي تم جمعها ساعدت في إنقاذ الأرواح. وعلى الرغم من ذلك، يشعرون بالذنب الشديد تجاه ما حدث للركاب ولا يقدمون أي اعتذار عن ذلك.
في هذا الوقت العصيب، وسط ضربات القصف الجوي المروعة التي بدأت بسرعة، قام العراقيون بإلقاء القبض على طاقم الطائرة والركاب ونقلهم جميعًا إلى الفنادق. ثم تم توزيعهم على 70 معسكرًا ومبنى في جميع أنحاء الكويت والعراق، "في مواقع كيميائية ونووية وعسكرية كان يخشى صدام أن تكون هدفًا للقصف".
وفي بريطانيا، أصرت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك، على أن "الرحلة هبطت قبل الغزو".
"شهادات مرعبة"
يروي ستيفن في كتابه شهادات "مرعبة" عن عمليات إعدام وهمية، إحداها في معسكر بالقرب من البصرة: "أخذوا مجموعة منهم إلى الصحراء في منتصف الليل، وأعطوهم مجارف وأجبروهم على حفر خندق، ثم وضعوهم ينحنون أمامه، ووقفوا خلفهم في صف ونقروا على أسلحتهم الفارغة ثم انفجروا ضاحكين. في هذه النقطة، اعتقد الجميع أنهم سيموتون".
وفي الوقت نفسه، قام طيار الرحلة 149 بإقناع مجموعة من الطاقم بالهروب والبحث عن مساعدة وأماكن للاختباء بمساعدة الكويتيين.
وقال ستيفن، الذي أجرى مقابلة مع الطيار قبل وفاته بسبب السرطان، إنه علم لاحقًا أن طيار الرحلة كان عميلًا للمخابرات. وأكد مصدر في الاستخبارات البريطانية ذلك له.
والآن، يطالب ستيفن الحكومة بالاعتراف بمعاناة الرهائن السابقين، لإنقاذ المزيد من "الأرواح المدمرة". ويقول: "لا تزال أصواتهم ترتجف وكلماتهم تتقطع، حتى بعد كل هذا الوقت".