
تونس في المونديال.. عندما أبهر نسور قرطاج العالم في ملحمة 78
الملاعب
الملاعب
لكل بطولة كأس العالم حكاية وقصة لا تنتهي أبدًا وتظل في الأذهان مهما مر عليها أعوام وأعوام، ويعد منتخب تونس أحد أبطال هذه القصص العربية المُشرفة في منافسات كأس العالم.
ورغم أن المنتخبات العربية لم تحقق ما تتمناه الجماهير طوال تاريخ المونديال إلا أن هناك لحظات ومشاركات مؤثرة لن تُمحى من الذاكرة.
اقرأ ايضاً ->
اللاعب الألماني أوزيل يفاجئ الجميع بإعلانه نهاية مشواره الكروي الى الابد ويكشف عن هذا السبب والذي صدم جميع المسلمين.. تفاصيلوكانت نسخة مونديال 1978 شاهدة على إحدى اللحظات العربية عبر المنتخب التونسي، فرغم أنه لم يحقق إنجازًا من حيث الصعود إلى الأدوار الإقصائية إلا أنه نجح في نيل واحترام العالم وتغيير النظرة إلى المنتخبات الأفريقية بشكل عام.
شهد كأس العالم 1978 والذي أقيم على الأراضي الأرجنتينية المشاركة الأولى لنسور منتخب تونس بعدما حسم مشوار التصفيات متفوقًا على مصر ونيجيريا.
ومثلما يقوم المؤرخ الرياضي التونسي عبدالباقي بن مسعود إن المخاوف كانت كبيرة من هذا الظهور الأول، قائلًا: "كنا ذاهبين إلى المونديال من أجل أن نتلقى 3 هزائم ثم نعود وكنا نتمنى فقط ألا تكون النتائج قاسية".
اقرأ ايضاً ->
إنزو فرنانديز أساسيًا لأول مرة مع تشيلسي ضد فولهام في الدوري الإنجليزي بعد أيام قليلة من انتقاله إلى النادي اللندنيووقع نسور قرطاج في المجموعة الثانية والتي كانت تضم بولندا وألمانيا والمكسيك.
ووسط مخاوف الجماهير إلا أن منتخب تونس فاجأ العالم أجمع بتحقيق الانتصار على المكسيك في الجولة الأولى بنتيجة 3-1، وكان هذا هو الفوز الأول للعرب في المونديال.
اقرأ ايضاً ->
مفاجأة.. قائمة أفضل الأندية و الأكثر تهديفا في العام الجديد.. ليس برشلونة ولا باريس سان جيرمانأطلق التونسيون على تلك المباراة "ملحمة الأرجنتين" لما أظهرت من إصرار وعزيمة للاعبي نسور قرطاج ويأتي في مقدمتهم طارق ذياب وتميم الحزامي وحمادي العقربي وعلي الكعبي ومختار ذويب.
ويقول مختار ذويب في تصريحات سابقة له: "أتذكر كل لحظة في هذه المشاركة وكأنها حدثت بالأمس، اسم تونس لم يكن معروفًا عالميًا ولكن بعد الفوز على المكسيك وجدنا اهتمام وسائل الإعلام خاصة الألمانية وكانت الجماهير تراقبنا دائما في البطولة".
وجاءت المباراة الثانية أمام بولندا والتي خسرها التوانسة بصعوبة بهدف دون رد بعد أداء مُشرف وقوي.
ورغم الهزيمة إلا أن الجماهير كانت سعيدة، فانتصرت تونس في اللعب ولكن انهزمت في النتيجة هكذا كان حديث الإعلام التونسي.
في الجولة الثالثة والأخيرة وقفت ألمانيا أمام حلم تونس من أجل كتابة التاريخ في المشاركة الأولى والتأهل للدور الثاني رغم أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي ولكن كسب نسور قرطاج احترام الجميع.
لم يمنع هذا الإخفاق الجماهير التونسية من الفرحة والفخر بعد المشاركة الأولى المميزة والتي غيرت النظرة إلى المنتخبات العربية والأفريقية في المحفل العالمي، وكان القرار التاريخي من فيفا بمنح إفريقيا مقعدين في المونديال بداية من نسخة 1982.
ووجدت المشاركة الأولى لتونس صدى كبير للغاية ليس فقط بين الجماهير ولكن أيضا من الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.
ولقى اللاعبون استقبالا حافلا من جانب رئيس البلاد حينها بورقيبة والذي قال لهم إنذاك: "أنتم أحسنتم بهذه المشاركة وهذا أفضل من إنجاز 100 سفير للدولة التونسية".
تلك لحظة الفخر التي لازالت تفتقدها تونس حتى الآن بعد خيبات الآمل المتكررة في النسخ التالية أعوام 1998 و2002 و2006 و2018، والتي كانت جميعها مُخيبة على مستوى الأداء والنتائج.